صعايدة مودرن
نورتنا يا معلم فى ارض الصعايده cheers
لو عضو معانا ادخل وورينا جديدك
لو زائر سجل معانا وشرفنا
صعايدة مودرن
نورتنا يا معلم فى ارض الصعايده cheers
لو عضو معانا ادخل وورينا جديدك
لو زائر سجل معانا وشرفنا
صعايدة مودرن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صعايدة مودرن

صعيدي علي ما تفرج واهو عيش حياتك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدين القيم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زواويـ
غفير شرس ومشرف اوعى وشك منه
غفير شرس ومشرف اوعى وشك منه
زواويـ


عدد المساهمات : 101
البوينت : 219
الشعبيه : 2
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
العمر : 33
البلد : مصر

الدين القيم Empty
مُساهمةموضوع: الدين القيم   الدين القيم Icon_minitime2009-06-02, 09:14

في اللقاء السابق عشنا مع حديث رسول الله r : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جارية وعلم نافع وولد صالح يدعو له " الحديث صحيح أخرجه الإمام مسلم والكلام واضحاً لكن المفهوم كان خاطئاً. هذا الحديث أردت أن أرشحه وأن أقوي الفهم فيه وتذكرت حديثاً لرسول الله r يشرح لنا فيه بلسان اليقين ومنطق الحق المبين كُنه الإنسان في الدنيا، كيف يعيش الإنسان في الدنيا. يقول r: "لك في الدنيا ثلاث رفقاء المال (كلمة المال تعني عند معظم الناس الأموال والنقود لكن المال هو كل ما لك في الدنيا من مال وعقارات وأراضي وغيرها) والأهل والعمل" تصور الناس يختلف عن واقع الأمر ولو سألنا أي شخص ما هو أقرب رفيق لك في الدنيا؟ يقول لك المال، لا يمكن أن أفعل شيئاً أو أهذب إلى مكان من غير نقود، هذه حقيقة لكن يعوزها الفهم الصحيح، هل المال أقرب رفيق نافع أو مضر؟ كيف أستخدم المال؟ مفهوم الناس أن المال أهم شيء في الدنيا لكن تخيل أنه أول من يفارقك ويتخلى عنك ساعة الموت. الرفقاء الثلاثة هم المال والأهل والعمل، العمل لا تراه هو الوحيد الذي سيلازم الميت، المال سيتخلى عنك فوراً لا يمكن أن يخرج معك من البيت، والأهل يأخذوا الميت من البيت إلى القبر لكن لا أحد منهم يدخل معه القبر لكن العمل هو الوحيد الذي سيدخل معك القبر. مال لا يغادر البيت، أهل يغادرون البيت معك إلى القبر والعمل هو الوحيد الأوحد الذي يدخل معك قبرك. لذلك إذا نظرت إلى الوضع بمنطق ووعي ستجد عجباً: المال الذي فارق الميت أول من فارق كيف جمعه الميت؟ من الحلال أو من الحرام؟، تدبر قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله. الميت وهو خارج من بيته ينادي بأعلى صوته وهذا هو لسان الحال: "يا أهلي يا أبنائي لا تلعبنّ بكم الدنيا كما لعبت بي جمعت المال من حلِّه وحرامه تركت لكم المال تستمتعون به بعدي وسأسأل عنه وحدي أمام الله يوم القيامة". المال الذي لا تستغني عنه في الدنيا أول من سيتخلى عنك والميت يقول "يا أهلي يا أبنائي لا تلعبنّ بكم الدنيا كما لعبت بي جمعت المال من حلِّه وحرامه تركت لكم المال تستمتعون به بعدي وسأسأل عنه وحدي أمام الله يوم القيامة" هذه قضية خطيرة وهذه قضية تحتاج إلى بحث في مسألة الرفقاء المال والأهل والعمل. ولو أنني واعي أهتم بالذي سيبقى معي في القبر، أهلي أعمل معهم صلة رحم حتى آخذ أجراً وأرضي الله تعالى لكن لا أضيع نفسي بأن أحضر مالاً حراماً لأولادي، ضع كل واحد في نصابه، لكن إياك أن تسرق من أجل ابنك أو من أجل زوجتك. المال يجب أن يكون من حلال وإذا انتقلنا من بيت الميت إلى القبر إلى الآخرة ستجد في المال عجباً، هذا المال الذي نظن أنه الملجأ والمفر قد يكون نكبة على صاحبه، الأهل قد ينفعونا لكن قد يكونون بلاء عليك ووبالاً عليك إذا اكتسبت حراماً من أجلهم. إياك أن تكتسب حراماً من أجل الأهل أو من أجل الناس. نحن للأسف نسينا العمل لأننا فهمنا حديث رسول الله r خطأ " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جارية وعلم نافع وولد صالح يدعو له" فهمنا أنه يمكن أن أعمل صدقة جارية لوالدي، الحديث صحيح لكن الإمام مسلم اختلف فيه هل الأجر يكون للعامل أو للوالد، أحدهم عمل صدقة لوالده والرجل يسأل الرسول ألي أجر؟ قال نعم وفي رواية أله أجر؟ قال نعم، الحديث ورد مرتين والإمام مسلم يشك أي رواية هي الصحيحة. لكن الأكيد والمضمون ما تفعله أنت بنص القرآن (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأنه سعيه سوف يُرى). نعود للرفقاء المال لم يخرج من البيت والأهل خرجوا إلى القبر وعادوا أما العمل فهو الذي يدخل معك القبر. في القيامة تُسأل عن عمرك وشبابك وعملك لكن لما نأتي إلى المال فالسؤال عنه من شقين: من أين اكتسبت؟ وفيما أنفقت؟ وأتحدى أن يأتي أحد بالمال الحرام ويصرفه في حلال أو العكس، والسؤال ورد من شقين لأن الإجابة عليهما واحدة فلو اكتسبت من حلال تكون أنفقت في حلال وإذا اكتسبت من حرام تكون أنفقت في الحرام. الله الذي رزقك هو الذي أمرك بالزكاة فيا ليتك تكسب من حلال وتنفق في حلال وتزكي من حلال.

" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جارية وعلم نافع وولد صالح يدعو له " لك يا ابن آدم في الدنيا ثلاث رفقاء المال والأهل والعمل المال لن يخرج معك من البيت والأهل يخرجون معك من البيت ولا يدخلون معك قبرك والعمل هو الذي يرافقك في الدنيا والآخرة إن خيراً فخير وإن شراً فشرّ. يجب أن أقف عند المال الذي لا يخرج معي من البيت. هناك حديث آخر أخرجه الترمذي وصححه أهل التحقيق وعلى رأسهم الإمام الألباني" لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره وعلمه وماله وجسمه، عن عمره فيم أفناه (فيم ضيّعت وقتك؟ ستُسأل عن الوقت وستندم عن الوقت الذي ضاع بدون فائدة لا معاملات ولا عبادات) وعن علمه فيم فعل؟ عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ عن جسمه فيما أبلاه؟ هل أبليته في الصيام؟ في الركوع والسجود؟ تزكية النفس؟ إذا فعلت هذا فهنيئاً لك الجنة لكن إذا أبليته في الرقص والسهر واللغو فهذا أمر آخر. حديث لرسول الله r يقول فيه: " إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن (وأكبر دليل أنك تخفي الحرام ولهذا تخبّئه) ولذا قال r: البِرّ حسن الخًلق والإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطّلع عليه الناس" يوضح أن الموضوع لا يحتاج دفاع يوم القيامة لأنك أنت الذي ستحاسب نفسك (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) الإسراء) جاءك الرسول بالمنهج بالقرآن بهداه r وأحاديثه التي لا حصر لها ونحن لا نأخذ من الأحاديث إلا الصحيح لكن المشكلة أننا نسمع الكلام ونأخذه على هوانا، سمعنا حديث الرسول r إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث لكننا فسرنا الحديث على هوانا. من رحمة الله تعالى أن هناك أعمالاً لا ينقطع أجرها لكن أنت عملتها في حياتك. أصبحنا في زمان لو تذكرنا أولادنا يكون فضل من الله تعالى، المسألة واضحة والدنيا أصبحت تلهي الناس فاعمل أنت لنفسك واسعى أنت وهذا من مطلق العدل (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) فإذا كان الإنسان يحج عن نفسه لا يحج بشكل صحيح فما بالك وهو يحج عن غيره؟ ما تفعله أنت غير ما يفعله لك غيرك، عودوا إلى صحيح الدين وتخلصوا من هذه البِدع، الشيوخ الذين تحضرهم لقراءة القرآن على الميت فهل أنت تضمنهم؟ على الأقل إقرأ أنت، علينا أن نخرج من هذه العادات. ونكرر الحديث " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جارية وعلم نافع وولد صالح يدعو له " عمله هو وليس عمل غيره. والحديث الثاني لك ثلاث رفقاء المال والأهل والعمل المال لا يخرج معك والأهل يخرجون معك من البيت إلى القبر والعمل يدخل معك القبر فإن خيراً فخير وإن شراً فشرّ، ويوم القيامة لن تتحرك رجلك إلى الجنة أو إلى النار حتى تُسأل عن عمرك وعلمك ومالك وجسمك فيم أفنيت عمرك وعلمك فيم فعلته وجسمك فيم أبليته ومالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته؟ كل هذا الكلام يوقفنا عنده آية مبدعة وهي قوله تعالى (وجاءت سكرة الموت بالحق) ساعة ما أموت سأرى الحقيقة كلها لكن السؤال هل هذا الحق سينفعني حينها؟ لن ينفع، الرجل الذي ضلّ ونام على فراش الموت وجاءت سكرة الموت بالحق لن تنفعه. سنضرب مثالاً مبدعاً حصل في القرآن: فرعون هل يصدق أحد أنه أعلن الإيمان وأعلن الإسلام؟ فرعون لما أعلن الإسلام يذكرنا بقوله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (14) الحجرات) فرعون لما أدركه الغرق أعلن الإيمان فقال (قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) يونس) وأعلن الإسلام لكن رد الله تعالى كان غاية في الإبداع قال (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)) لو جاءت سكرة الموت بالحق لا يضحك عليك الشيطان ويقول لك قل أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله هذه ستكون صعبة لأنها ستكون بلسان الحال لا بلسان المقال. وأنت في سكرات الموت تذكر أن الرسول r استعاذ بالله منها وهو الرسول r الذي غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال: "أعوذ بالله من سكرات الموت" ليعلمنا لذا لن تلحق أن تقولها لأن الشيطان يضحك عليك ويقول لك ساعة ترى ملائكة الموت قلها هذا ليس سهلاً فهي ليست قولاً فقط وإنما قول وعمل وفي الحديث عند مسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" فالمسألة ليست كلاماً وإنما قلب واعتقاد وعمل وجوارح وسعي لن تكون من أهل النار ثم تصبح من أهل الجنة لأن الحديث يقول "فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة" كان من أهل النار فسبق عليه الكتاب فعمل بعمل أهل الجنة. القضية تتلخص في الاعتقاد والقناعة والسعي والعمل والاجتهاد اللهم اجعلنا من أهل الاعتقاد الصحيح ومن أهل العمل المخلص ومن أهل جنة النعيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زواويـ
غفير شرس ومشرف اوعى وشك منه
غفير شرس ومشرف اوعى وشك منه
زواويـ


عدد المساهمات : 101
البوينت : 219
الشعبيه : 2
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
العمر : 33
البلد : مصر

الدين القيم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدين القيم   الدين القيم Icon_minitime2009-06-02, 09:14

(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) توقيع لهذه السكرة التي جاءت بالحق. التوقيع مبدع ويحتاج إلى وعي. أولاً سكرة الموت أتت بالحق قلنا أنها تأتي بكل الحقيقة التي غابت عني أو اعتقدتها. الواحد منا على فراش الموت واحد من اثنين كما وصفهم الرسول r العبد المؤمن اعتقد فالحق واضح أمامه حق والكافر تأتي له بالحق وقد غاب عنه الحق لذا جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، إذا كان الحق بالنسبة للمؤمن وإذا كان الحق بالنسبة للكافر، هل الكل كان يحيد عن هذا الموقف؟ قلنا قديماً أنه حتى الذي أحسن والذي عمل كل الخيرات تسأله هل تحب أن تلقى ملك الموت؟ يقول لك لا. لذلك (ذلك ما كنت منه تحيد) تعني ذلك الذي كنت تفر منه أو ذلك لا تستطيع أن تفر منه والاثنين يعطيا معنى واحداً. (وجاءت سكرة الموت بالحق) هذا لكل من على قيد الحياة (ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد) هذه النفخة ستأخذ كل الأحياء الذي مات وانتهى الأمر بالنسبة له والذي على قيد الحياة (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) كلمة سائق تظهر أنك بذاتك لن تتقدم للحساب إنما تحتاج من يسوقك إلى الحساب. أنت معك سائق وشهيد، سائق يقودك إلى الحساب وشهيد يشهد عليك في كل ما عملت وعندنا آيات كثيرة في القرآن أن كل ما يشهد عليك أعضاءك ولسانك. شاهدي في هذه الآيات أنك يا ابن آدم ميت لا محالة، أنك ستلقى الله بلا شك فلماذا التأخير ولماذا التسويف؟ سوف أتوب، سوف أتحجب؟ لماذا هذا التأجيل؟ أنت لا تضمن متى تأتي ساعتك أو متى يأتيك ملك الموت لكن ما تضمنه عملك فإعمل. من أول لحظة بعد سائق وشهيد سيبدأ الاختصام مع القرين والآية قاطعة (بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) لا عذر لك يوم القيامة (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)) البصر الذي كان ضعيفاً والبصر هنا يعني البصر والبصيرة على حد سواء، كان فيها ضعف في الدنيا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك في غاية القوة والله تعالى ضرب المثل بالحديد في الآية دليل على القوة ذلك أنه من أشد جنود الله. جنود الله عشرة أشدها الجبال الرواسي ثم الحديد، أشد جنود الله في الأرض عشرة الجبال الرواسي والحديد يقطع الجبال والنار تذيب الحديد والماء يطفئ النار والسحاب يحمل الماء والريح يقطع السحاب وابن آدم يغلب الريح والسكر يغلب ابن آدم والنوم يغلب السكر والموت يغلب النوم. فبصرك اليوم حديد أي سيبقى في منتهى القوة فأنت اتبعت هواك في الدنيا لكنك لن تستطيع أن تفعلها في الآخرة (بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين) لن ينفعك أحد حتى الذين عبدتهم من دون الله وحتى هواك سيتخلى عنك. ما هو الغطاء؟ الغطاء الذي تسبب في الغفلة الذي أحببته ووافقت له واستسلمت له من جماعة السوء وأصدقاء السوء والصحبة السوء التي تعمل غطاء غفلة ويعيش الإنسان هكذا لا دين ولا عبودية ولا معاملات ثم فجأة (وجاءت سكرة الموت ذلك ما كنت منه تحيد) بعض الناس يخافون أن يسمعوا كلمة الموت ولذلك يقول (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) البصر الحديد ليس في الدنيا وإنما في الآخرة ولذلك يقول (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)) (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيم تركت) المولى تعالى قال له (كلا إنه كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) ولذلك ساعة الواحد منا ما يرى ملك الموت والملائكة إما بيض الوجوه أو سود الوجوه لن تتمكن من أن تقول أي شيء يا من كنت في غفلة (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) لكنه اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وعلى حُسن الخاتمة يبكي العارفون اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، إجعلها دعاء ثابتاً عندك لذلك كان الرسول r يستعيذ من موت الفجاءة وقلنا أن من يصيبه الله تعالى بمرض من أمراض الموت هذه نعمة كأني بها تقول لك استعد بهذا المرض، قرُب الأجل، تأخذ إنذاراً فتستعد وهذه رحمة واسعة. الرسول r كان يستعيذ من موت الفجاءة والبعض يمرض مرض الموت وقد يطول عمره لأنه لكل أجل كتاب، فاستعد لأن المرض نعمة من الله تعالى لأن العاقبة بعد هذه الآيات مباشرة (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) حتى المؤمن والمتقي والمحسن، كل نفس معها سائق وشهيق. اختلف أهل التفسير وأهل اللغة على كلمة سائق، لما يقول كل نفس يعني فيها أنبياء ومرسلين، من يسوق الرسول؟ السائق يختلف.

(سائق وشهيد) سائق تدلني على أنني لن أتقدم بذاتي للحساب ولا بد من سائق يسوقني إلى الله تبارك وتعالى. الذي يكون في الامتحان خائف يكون أحد اثنين إنما طالب مجتهد جداً أو طالب فاشل، سائق يسوقك لأنك حتى لو كانت أعمالك جيدة تخاف من الحساب والآخر ليس عنده أعمال ولذلك (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا) (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا) لم يذهب أحدهم لوحده. لذلك المولى تعالى جعل لكل أجل كتاب زماناً ومكاناً (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) لقمان) لا تدري أين ومتى تموت لذا أول ما يحصل سائق وشهيد سيبدأ الاختصام وستبدأ كل أسماء القيامة التي تهتز لها القلوب فيبدأ الله تبارك وتعالى الأمر الإلهي (ألقيا في جهنم كل جبار عنيد) هؤلاء الذين يدخلون النار بهذه السرعة هؤلاء الذين اتخذوا مع الله إلهاً آخر لما يدخلوا النار ويظهر الاختصام بين القرين والانسان ستبدأ منطقة مهمة من أهم مناطق العقيدة أول ما يقوله القرين (ربنا ما أطغيته ولكن كان في صلال بعيد) تبرأ القرين من الكافر هذا نوع من أنواع الاختصام ومحاولة إلقاء العذر. القرآن يتكلم عن طرف واحد وهو القرين فقال المولى عز وجل (لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد) دليل على أنه حصل اختصام لكن لأن كلامك لم يعد له اعتبار لم يذكر القرآن نفهم من هذا أن كلامك يا ابن آدم إن كنت من أهل النار لا اعتبار له هذه كما قال تعالى (رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيم تركت كلا إنها كلمة هو قائلها) القرآن لم يعطه اهتماماً لذا أتى القرآن بكلام القرين وبكلام الله عز وجل وكلام الله عز وجل يوضح الإختصام بين هذا الغافل والقرين الكلام الذي لم يصرح به بين الغافل والقرين. (ما يبدل القول لديّ وما أنا بظلام للعبيد) ما يبدل القول لديّ مسألة القضاء والقدر مسألة خطيرة في العقيدة. نذكر ما قاله الرسول r لما سأله جبريل عن الإيمان قال وتؤمن بالقدر خيره وشره فالإيمان به من أصول الاعتقاد الحق لما نسمع آية ق (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد) وعندنا في مطلع الآيات (ألقيا في جهنم كل جبار عنيد) مهما اختصمتما فالله لا يبدل القول لديه وما هو بظلام للعبيد. الأمر يبدأ من ساعة أول الخلق ساعة خلق الله الخلق، البعض يعتقد أن الدعاء يرد القضاء أو يرد القدر وهناك حديث بهذا الخصوص لكن فيه ضعف في السند وفي المتن. يجب أن نفهمها بعقيدة المسلم الحق، ما القضاء والقدر؟ ما هو أمر الله؟ فيم يتلخص أمر الله؟ القرآن يقول (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (يقول له) الضمير في (له) يدل على أن الشيء موجود. (كن) تتلخص هنا في - إظهر للناس - لكن الشيء موجود عنده سبحانه وتعالى. إذا أراد الله شئياً وأول ما تنصرف الإرادة للشيء يقول له تعالى (كُن) يعني الشيء موجود و(كن) يعني إظهر، (له) يعني موجود أنت لا تراه بالنسبة لك لكن بالنسبة لله تعالى موجودة إذن الأمر الإلهي أزلي يعني قديم قبل آدم والخلق ونعود لما قاله رسول الله r في الحديث الصحيح " كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة (خمسين ألف سنة هذا رقم للتهويل) وقد تكون المسألة أكبر من الرقم وهذه عادة العرب وعادة القرآن مثل (إن تستغفر لهم سبعين مرة) يعني مهما تستغفر لهم فلن يغفر الله لهم. ليس هناك شيء حادث بالنسبة لله القضاء ما قضى الله به أزلاً والقدر هو وقوع القضاء في الساعة التي أمر الله تعالى بها إذن لا شيء يتغير لا دعاء يغيرها ولا عقيدة تردها ويجب أن تكون العقيدة هكذا لأن هذه من أصول الاعتقاد أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسلة واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، خير تقول الحمد لله وشر تقول الحمد لله لأن الحمد لله كلمة مزدوجة الأداء تقال عند الكرب فتفرجه وتقال عند الخير فتزيده ليس لنا غيرها الحمد لله على كل حال وفي أي حال. " كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ثم خلق الله أول ما خلق القلم وقال له اكتب قال القلم ما أكتب؟ قال اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة" فكل شيء عند الله أزلي قديم لا أحداث مستجدة عند الله وإنما هي مستجدة عندنا. كيف نفهم القضاء والقدر هذا ما سنعرضه في الحلقة الأخيرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدين القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدين القيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صعايدة مودرن  :: قسم باب الرحمن :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: